اهم الوظائف

الرئيسية حاتم عزام : النضال الجنائي

حاتم عزام : النضال الجنائي

أكمل المقال

أتصل بنا أمس بحزب الوسط عدد من قيادات سياسية من المؤيدين لجبة الإنقاذ و الداعمين لها و الدائرين في فلكها ..و الغريب أن الرسالة كانت واحدة ..و متزامنة..و إن جائت من طرق مختلفة، و مؤداها:
" أتصلوا بالإخوان المسلمين من معارفكم و أنصحوهم بأن تصدر قياداتهم قراراً بإخلاء مقرهم الرئيس بالمقطم لأن ما سيحدث غداً الجمعة سيكون شديد و به دماء كثيرة"

بالطبع كان ردنا ؛ "أن هذا يخالف العقل و المنطق بل يخالف فطرة المصريين التي فُطرت علي حماية النفس و العرض و الممتلكات ضد أي مغتصب أو معتدي أو مخرب سواءً كان هذا المعتدي غازياً خارجياً أو كان مخرباً داخلياً خارجاً علي القانون. و أن المنطق يقول أن الاولي هو عدم الذهاب لمقر فصيل بعينه و سبابه و كتابة أبشع ألفاظ السباب علي جدرانها و قذفها بالحجارة و المولوتوف لإن هذا الفصيل يستطيع أن يرد بعدها ضد من الفصيل الذي فعل هذا بنفس الشكل ..و تصبح فوضي و عنف بعيدة كل البعد عن أي خلاف سياسي. و نصحنا من أتصلوا بنا بأن الأولي عدم الذهاب و ليس الطلب من أصحاب المقر عدم الذهاب " 

يبدو أن من أرسلوا إلينا بهذة الرسائل من الداعمين لجبهة الإنقاذ و المحسوبين عليها والدائرين في فلكها، يبدوا أنهم كانوا يعلمون تمام العلم شكل أعمال البلطجة المخططة لليوم و التي رأيناها اليوم من بلطجة و حجارة و أسلحة بيضاء و خرطوش و مولوتوف وعنف.

الآن و أنا أكتب هذة الكلمات عدد من البلطجية يحاصرون المساجد ..دور العبادة .. و يقذفون عقار "عمارة خاصة" بالحجارة و المولوتوف.. و يقتحمون مقار الأحزاب و يخربونها. 

شئ آخر هو قمة في التناقض حينما طالبوا الإخوان المسلمين بعدم النزول لميدان التحرير حين أعلنوا إعتصامهم فيه تجنباً للإحتكاك و الدماء و العنف..و طالبنا جميعاً الإخوان بعدم النزول للتحرير.. و فعل الإخوان. والآن هم يذهبون للإخوان في مقرهم لممارسة العنف ضدهم لفظياً و مادياً. 

إن هذة الجبهة و مكوناتها تؤكد كل يوم أنهم أبعد ما يكون عن فهم السلمية و الديموقراطية و الدولة المدنية ...هم يدركون أنهم أصبحوا فاشلين سياسياً و في أي إنتخابات نيابية نزيهة لن يحصدوا إلا الفتات و سينكشف للجميع أنهم ليسوا سوي جبهة إعلامية فضائية ... بعد أن حاولوا أن يصوروا للداخل و الخارج من خلال وسائل إعلام يمتلكها قادتهم من رجال أعمال و رموز سياسية أنهم يعبرون عن أكثرية المجتمع المصري..لذلك قرروا الإنسحاب من الإنتخابات القادمة حتي لا ينفضح فشلهم السياسي.

لم يكتفوا بهذا الإنسحاب من النضال السياسي ، بل قرروا أن يخوضوا نضال البلطجة و الفوضي و الذي أسميه " النضال الجنائي" الذي لا يحتاج جهد سلمي تراكمي لإقناع المواطنيين ببناء الاحزاب و العمل السياسي السلمي يطرحون فيه برامج و أفكار، بل من السهل تأجير البلطجية بالمال و تجهيزهم بالمولوتوف و الخرطوش ... لممارسة الإبتزاز لتحقيق أهدافهم السياسية التي لا يستطيعون أن يحققوها بالوسائل الديموقراطية و الإحتكام للشعب. و هم في هذا لا يبالون بحالة "الشلل" الذي يتسببون فيه للوطن إقتصادياً و إجتماعياً ..في حين يرفعون شعارات إعلامية تطالب بالعدالة الإجتماعية .

و كأنهم بذلك يرسلون رسالة لنا " إما أن تستجيبوا لمطالبنا و أهدافنا السياسية ...و إما الفوضي و العنف" و هي فحوي توعد مبارك للثورة المصرية. و تري الآن رموز لهم في الفضائيات يحاولون الحصول علي مكاسب سياسية بشكل رخيص مدعين أن حل هذا العنف في الشارع " يقصد البلطجة من جانب من وكلوهم و أستأجروهم" سينتهي عندما تتحقق مطالبهم السياسية. قمة الديموقراطية و السلمية و النضال السياسي!!! 

يا سادة العنف و الفوضي الذي ترعونه ينحسر يوماً بعد يوم ..و تنكشفون أكثر و أكثر..و سيذكركم التاريخ في المكان الذي يليق بأفعالكم. 

لا تجعلوا كرهكم لفصيل أن يكون أكبر من حبكم لوطنكم و شعبكم ...لأنكم بذلك ستخسرون الشعب ..بل خسرتموه فعلاً و أصبح معظم المصريين البسطاء يلقبوكم بجبهة " الخراب"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق