اهم الوظائف

الرئيسية هكذا ظهر جيل صلاح الدين وهكذا عادت القدس

هكذا ظهر جيل صلاح الدين وهكذا عادت القدس

أكمل المقال


تأتي أهمية التعريف بكتاب “هكذا ظهر جيل صلاح الدين و هكذا عادت القدس” للكاتب د. ماجد الكيلاني | الطبعة الثالثة، في وقت تُشن فيه أبشع و أشرس هجمة صهيونية على مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين , وستظل القدس عنوان كرامة الأمة الاسلامية , و قبلة المجددين و عنوان المصلحين على مر العصور.
و ما يميز هذا الكتاب عن غيره من الكتب التي تحدثت عن القدس و تحرير بيت المقدس هو أنه لا يسرد معلومات تاريخية فقط لمجرد السرد , بل و يعمل على ربط حلقات التاريخ بعضها مع بعض. حيث أن الكاتب تناول في هذا الكتاب جهود الإصلاح و المصلحين و التي أدت بمجموعها إلى ظهور جيل صلاح الدين الأيوبي و تحرير بيت المقدس منذ عهد الإمام أبي حامد الغزالي و جهوده التجديدة في الدعوة و الفكر وانتقال هذا الجهود و تأثر من جاء بعده مثل الشيخ عبدالقادر الجيلاني و جهوده التي امتدت و كان لها الأثر الواضح في تهيئة الامة الاسلامية للتحرر و ظهور جيل التحرير و الفتح المبين لبيت المقدس و توحيد الامة الإسلامية.
’’المثير في موضوع هو أن القوى التي تقود العدوان الشرس على العالم الاسلامي تلقت الكتاب بالبحث و التحليل حيث ذكر المؤلف أن بعض المشاهدين نقلوا له أن تلفاز إسرائيل ناقش محتويات الكتاب باللغة العبرية لمدة ساعة كاملة و أن المناقشين استخلصوا في ضوء ما ورد فيه خطورة انبعاث الروح الإسلامية و أهمية التصدي ليقظة العالم الاسلامي –كله تحت ذرائع الارهاب – و غيره من الذرائع’’.
يناقش الكتاب و الذي يقع في 420 صفحة الأرضية الفكرية التي مهدت لإحتلال بلاد المسلمين من قِبل الصليبين حيث كان يسود الاختلاف و النزاع بين المذاهب الفقهية و الأحزاب السياسية و بلغ هذا التناحر مبلغاً عظيماً حيث كان كل حزب سياسي أو مذهب فقهي ينتصر لجماعته و إن كانت على غير الحق , و هذا جعل كثيرا ممن انتسبوا للعلم يميلون لنصرة فكرتهم وإن كانت على غير الحق, و الملاحظ أن هذا الانحراف في الاتجاه نشأ من الطلاب الذين لم يحسنوا الاستفادة من معلميهم , و تقلدهم فيم بعد لمناصب رفيعة تجعل لهم تأثيرا في أوساط واسعة من المجتمع.
يناقش الكتاب أيضا أثر اضطراب الحياة الفكرية في الدولة الاسلامية و التي بدورها أدت إلى اضطراب واسعٍ في جميع مناحي الحياة الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية و الاخلاقية.
ثم يذكر الكاتب جهود الامام أبو حامد الغزالي و يصف مرحلته الإصلاحية بـ (المرحلة الأولى لحركة التجديد والإصلاح) حيث يعرض للمحة سريعة عن حياته وجهوده في محاربة التعصب الفكري والفلسفة وزهده في مناصب الدولة وتفرغه لتزكية نفسه ويعرض بعد ذلك لمنهج الإمام الغزالي الإصلاحي بعد أن شخص حالة المجتمع و أمراضه.
و ما يلاحظ في فترة الغزالي و ما قبلها انتشار ظاهرة خطيرة , وهي ظاهرة التدين السطحي والتعصب المذهبي و اختفاء الفضائل العلمية.
و جدير بالذكر أن جهود الإمام الغزالي ساهمت في إنشاء نوع جديد من المدارس والتي عملت على محاربة التعصب و تزكية الانفس و الاجتهاد.
و كان من الذين تأثروا بجهود المدرسة الغزالية الإمام عبد القادر الكيلاني – أو الجيلاني – و الذي كانت جهود الإصلاح في عهده أوسع و كانت امتدادا لما بدأه الإمام الغزالي , فقد عمل على نفس طريقة الإمام الغزالي – بالرغم من أنه لم يكن بينهما أي لقاء – فقد حرص بداية على تزكية الأنفس وإعدادها إعداداً تربويا جيدا و عمل بعد ذلك على إنشاء مدارس التجديد و نشرها في أرجاء متفرقة من الشام والعراق , و قد جعل لهذه المدارس موارد حتى تستطيع أن تؤمن ما تحتاجه من أموال و غير ذلك دون أن تكون عبء على خزينة الدولة.
كل هذا و ما سبق من جهود كانت في عهد الإمام الغزالي وأمور أخرى لن أذكرها رغبة في بث روح الحماسة لدى القارئ أن يسارع في أن يتعرف على تفاصيل دقيقة و أمور ربما يتعرف عليها لأول مرة تكشف تفاصيل حياة صلاح الدين الأيوبي والجيل المحيط به .
و لا يفوت أن أشير لجزء مهم للغاية في هذا الكتاب وهو دور المرأة المسلمة في حركة التجديد والإصلاح, حيث سيكتشف قارئ الكتاب أن بعض النساء كان لهن الفضل في تخريج وإجازة أسماء كبيرة من العلماء أمثال الإمام ابن الجوزي و غيره كثير من العلماء.
و يختتم الكتاب بالباب السادس و الذي يناقش فيه مجموعة من القوانين ودور الفكر في إصلاح المجتمعات وقوتها.
واختتم الأستاذ الدكتور ماجد عرسان الكيلاني كتابه بتفسيره عدة تطبيقات تاريخية منها: أن الجيوش الإسلامية اتخذت من بلاد الشام قاعدة انطلاقها للفتوحات شرقا وغربا، بعد فتوحات بلاد الشام في عهدي الخليفتين الكبيرين أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما ، ومنها أن بلاد الشام لما تفككت هاجمها الصليبيون ، إلى أن تهيأت الظروف المناسبة لنور الدين زنكي ومن بعده صلاح الدين الأيوبي فتوحدت بلاد الشام ومصر فحرر الثاني منهما بيت المقدس بعد معركة حطين الشهيرة عام (583هـ 1187م )، ولما كانت بلاد الشام أرض حشد ورباط كما قال فيها الرسول الكريم فإنّ في تفتتيها تسهيلا للسيطرة عليها وهذا ما حدث ، ودعا إلى الوحدة وعسى أن يكون ذلك قريبا.
و فيما يلي عرض لمحتويات الكتاب والذي يقع في 420 صفحة و هو مقسم إلى ستة أبواب و عدة فصول, وهي على النحو التالي:
الباب الأول : التكوين الفكري للمجتمع الإسلامي قبيل الهجمات الصليبية, ويندرج تحته عدة فصول هي:
  1. مذهبية الفكر الإسلامي و الصراع المذهبي.
  2. انقسام الصوفية و انحرافها.
  3. تحديات الفكر الباطني.
  4. تحديات الفلسفة و الفلاسفة.
الباب الثاني: آثار اضطراب الحياة الفكرية في المجتمعات الإسلامية ويندرج تحته عدة فصول وهي:
  1. فساد الحياة الاقتصادية.
  2. فساد الحياة الاجتماعية.
  3. الانقسام السياسي و الصراع السني – الشيعي.
  4. ضعف العالم الاسلامي أمام الهجمات الصليبية.
الباب الثالث: المرحلة الأولى لحركة التجديد و الإصلاح و يندرج تحته فصلين:
  1. المحاولات السياسية للإصلاح.
  2. دور المدرسة الغزالية في التجديد و الإصلاح.
الباب الرابع : انتشار حركة الاصلاح و التجديد و المدارس التي مثلتها:
  1. مدارس الإصلاحو التجديد.
  2. دور المرأة المسلمة في حركة التجديد والإصلاح.
  3. التنسيق بين مدارس الاصلاح و توحيد مشيخاتها.
الباب الخامس: الآثار العامة لحركة الإصلاح و التجديد:
  1. إخراج أمة المهجر( الدولة الزنكية) و سياستها في الإصلاح و التجديد.
  2. إعداد الشعب إعدادا إسلاميا.
  3. صبغ الدولة بالصبغة الاسلامية و تكامل القيادات السياسية و الفكرية.
  4. التعاون بين مدارس الإصلاح و الدولة الزنكية- الايوبية.
  5. ازدهار الحياة الاقتصادية و إقامة المنشآت و المرافق العامة.
  6. بناء القوة العسكرية و الصناعة و التحصينات الحربية.
  7. بناء الوحدة الإسلامية و تحرير المقدسات و الاراضي المحتلة و محاولة استئناف الفتوحات الإسلامية.
  8. دور المرأة المسلمة في الدولة النورية- الصلاحية.
  9. تقويم مدارس الإصلاح و التجديد و المصير الذي انتهت إليه.
الباب السادس: قوانين تاريخية و تطبيقات معاصرة:
  1. أثر الفكر في صحة المجتمعات و مرضها.
  2. فشل محاولات الإصلاح و المراجعة التربوية.
  3. أثر ” الأذكياء” في فقه الإصلاح.
  4. المنهجية و الإصلاح.
  5. عناصر قوة المجتمعات و الفاعلية الإصلاحية.
  6. النجاح و تزاوج الاخلاص و الصواب.
  7. الإصلاح و التدرج و التخصص.
  8. عدم الفاعلية و تخريب الإصلاح.
  9. المؤسسات التربوية التجديدية و فاعلية الإصلاح.
  10. فترات الازدهار أو الانحطاط ومستوى أداء الأفراد و الجماعات.
  11. استراتيجية الإصلاح و قوانين الأمن الجغرافي.
و ختاماً: أرجو من الله أن أكون قد وفقت لنقل صورة الكتاب الحقيقة وبعثت في نفس كل قارئ لهذا الموجز السريع حب التعرف و الاطلاع عليه, ففي الكتاب حقائق و أخبار اعتقد أن الكثيرين لا يعرفونها أو أن لديهم فهم منقوصا عنها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق