اهم الوظائف

الرئيسية حصار المساجد.. جبهة الإنقاذ تحارب الإسلام

حصار المساجد.. جبهة الإنقاذ تحارب الإسلام

أكمل المقال

أعرب علماء مصر وأئمتها عن غضبهم تجاه الممارسات المشينة لبعض القوى السياسية وأعوانهم من البلطجية من جراء الاعتداء على المقدسات الدينية والعبث بها، واقتحام من يسمون أنفسهم بالنشطاء السياسيين لمسجد الحمد خلال أحداث "موقعة الجبل" الجمعة الماضية، وانتهاك حرمة بيوت الله وحصاره واقتحامه وإشعال المولوتوف بأجساد المصلين والمحتمين به وترويعهم، وحرق المصاحف.

ولأن دور العبادة لها حرمتها فإن العلماء والدعاة يمثلون رأي الشعب المصري تجاه هذا الاعتداء.

"إخوان أون لاين" استطلاع آراء علماء الدين والدعاة لمعرفة موقفهم من الاعتداءات على المساجد وعلى الأئمة والدعاة، وماذا عن الفتاوى التي تجرم هذه الأفعال ومرتكبيها ومعرفة التأصيل الشرعي لها، وما أهم اقتراحاتهم ومطالبهم العاجلة لحفظ دور العبادة وإخراجها من دائرة الصراع السياسي.

نهج فاسد!

بداية يؤكد الدكتور عبد الرحمن البر عميد كلية أصول الدين جامعة الأزهر بالمنصورة عضو مكتب الإرشاد أن الممارسات الفاسدة التي تنتهجاها بعض القوى السياسية باستخدام لغة التخريب والإحراق في التعبير عن آرائها بعيدة كل البعد عن العمل السياسي، مشيرًا إلى أن دور العبادة والمساس بها ليس من مبادئ الإسلام الذي يرفض العنف بجميع صوره وأشكاله.

وأضاف "أن استعمال القتل والترويع والأعمال التخريبية وإفشاء الفساد في الأرض جريمة أخلاقية نبذها الإسلام وفرض على فاعلها عقوبة أقسى من عقوبات القاتل والسارق  قال تعالى" ِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ... (المائدة: 33).

ويشدد على أن الاعتداءات الغاشمة التي شهدها المركز العام للإخوان يوم الجمعة وحصار المساجد وترويع المصلين بدعوة التظاهر جرم قانوني لا بد أن يعاقب كل من حرض أو شارك أو دعا إليه، مفرقًا بين التظاهر السلمي والتظاهر التخريبي الذي يشعل نيران الفتن ويحرض على العنف.

ويوضح أن حرية التعبير عن الرأي بطريقة سلمية وحضارية أمر يكفله الدستور والقانون، أما حرق المقرات والاعتداء على المنشآت الخاصة والأفراد فلا يمكن وصفه بأنه وسيلة من وسائل التعبير بأي حال من الأحوال فحرق بيوت الله ومداهمة منازل المواطنين والاعتداء علي أي منشأة في الدولة تصرفات تستنكرها جميع الديانات السماوية.

ويصف د. البر ما قام به المتظاهرون من إشعال النيران بالميادين ومحاصرة المساجد وإلحاق الأذى بمن عارضهم تحت غطاء سياسي بأنها أفعال صبيانية ممن يسمون أنفسهم نشطاء سياسيين، لا تعبر عن كونهم أصحاب فكر سياسي.

ويؤكد أهمية نبذ كل أشكال العنف وأن تتحد كل القوى السياسية وتقف أمام الجهات التي دعت للتظاهر وتتخذ حيالها موقفًا سياسيًّا وقانونيًّا واضحًا لتحميلهم المسئولية الكاملة عن الجرائم المرتكبة بأحداث موقعة الجبل، مؤكدًا أن هذه الأحداث كشفت للشعب المصري الصادق من الكاذب والمتظاهر السلمي من البلطجي الغاشم.

تعظيم بيوت الله

ويقول الدكتور سلامة عبد القوي، مستشار وزير الأوقاف إن الإسلام أولى بدور العبادة عناية خاصة، فحرم الاعتداء عليها، بل جعل الله جهاد المسلمين ودفع العدوان سببًا في حفظ دور العبادة من الاعتداء أو الهدم فقال تعالي "ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسمه كثيرًا ولينصرن الله من ينصره إن الله قوي عزيز".

ويدين الاعتداءات التي مارست يوم الجمعة الماضي في أحداث موقعة الجيل واقتحام مسجد بلال بن رباح بالمولوتوف والحجارة وقذف المصلين بالحجارة، مؤكدًا أن تلك الأعمال تعد كبيرة من الكبائر التي يرفضها الشرع وجريمة يرفضها القانون.

ويستطرد "أن المساجد ليست طرفًا في نزاع ولا يليق الزج بها لتكون مسرحًا للعراك".

ويشير إلى أن وزارة الأوقاف أصدرت بيانًا أمس تدين ما وقع من اعتداءات على بعض المساجد في المقطم خلال أحداث مكتب الإرشاد، ورفض إقحام المساجد ودور العبادة بشكل عام في أى خلافات سياسية، فالمساجد لا يجوز لأي سبب الاعتداء عليها أو ترويع وتهديد أمن المصلين بها.

مطالبات عاجلة!

ويؤكد الدكتور جمال عبد الستار منسق نقابة الدعاة ووكيل وزارة الأوقاف أن الاعتداء على دور العبادة والاعتداء على المحتمين به يخالف صحيح الإسلام وتعاليمه، مشيرًا إلى أن أعمال التخريب والعنف التي تجاوزت بيوت الله الغرض منها إشعال الفتن، وعلى القوى السياسية التنحي عن إقحام دور العبادة في عراكهم السياسي.

ويطالب العلماء وفقهاء الدين بإصدار فتاوى صريحة تحرم الاعتداء على المساجد، لدورهم في الإصلاح والتنوير المجتمعي وعليهم أن يبينوا للناس الحق من الباطل وحماية مساجدهم من تلك "المؤامرات التي يقوم بها بعض المخربين".

ويستنكر أشكال الاعتداء على المساجد والمصلين في أحداث المقطم، معربًا عن أن ذلك يمثل منهجية وليس حالة فردية، وأنه اعتداء على كل مظاهر الإسلام، موضحًا أن الاعتداء على حرمة بيوت الله وحصارها واقتحامها، وحرق المصاحف، وترويع المصلين أحداث لم نكن نسمع بها ولا نشاهدها إلا على يد الكيان الصهيوني وعصابات الاحتلال، مطالبًا بسرعة فتح ملف التحقيق مع هؤلاء الجناة.

ويحمل عبد الستار جميع أجهزة الدولة المعنية وعلى رأسهم وزارة الداخلية وبعض وسائل الإعلام التي انحرفت عن رسالتها المسئولية عن كل هذه الأحداث والالتزام بالمهنية والقسم الذي قطعوه لإعمال دولة القانون.

ويطالب مجلس الشورى باتخاذ التشريعات اللازمة لحماية دور العبادة والدعاة والعلماء من أي اعتداءات غاشمة.

ويقول الشيخ عبد الخالق الشريف عضو مجلس شورى الإخوان المسلمين إن الإسلام أمرنا بتعظيم بيوت الله، وصيانة حرمتها، وإبقاء قدسيتها من خلال ثلاثة أركان "ركن التقدير، وركن التطهير، وركن التعمير، قال تعالى في كتابه العزيز "فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ" (النور: 36)  .

ويبين أن تعظيم المساجد ليس مجرد شعور فقط، بل إن من تعظيم المساجد احترامها، وعدم العبث بها، ومنه تطهيرها وتنظيفها، مشيرًا إلى أن أعمال التخريب والإحراق التي قادها ودعت إليها قوى سياسية بعينها تعد جريمة يعاقب عليها الشرع والقانون، ويجب محاسبة مرتكبيها، مستشهدًا بحكم إحدى المحاكم الأمريكية على شخص يدعي "إيوجين موير" بالسجن خمس سنوات ودفع 26 ألف دولار تعويضًا بعد ثبوت إدانته في ارتكابه جريمة أعمال تخريبية ضد مسجد وعيادة طبية.

ويدعو علماء الدين والقوى السياسية ووسائل الإعلام وجميع المواطنين لتبني مواقف قوية ترد على انتهاك حرمات المساجد بشكل يقطع الطريق على معاودة البلطجية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق