اهم الوظائف

الرئيسية لو كنت مكان الدكتور مرسى - معتز بالله عبد الفتاح

لو كنت مكان الدكتور مرسى - معتز بالله عبد الفتاح

أكمل المقال


سألنى محمد الميكانيكى بعد إفطار جميل: إيه رأيك فى رئيس الوزراء الجديد؟
قلت له: «لا أعرف عنه ما يشينه».
«إذن تؤيده أن يكون رئيساً للوزراء؟» تابع أسئلته. قلت له: «موافق أن يأخذ فرصته، ولكننى مشفق عليه من أن عوامل نجاحه غير متوفرة إلا بمعجزة».
«يعنى لو كنت مكان الدكتور مرسى كنت هتعمل إيه؟» سألنى صديقى.
قلت: كنت سأجيب عن سؤال «ماذا» قبل سؤال «من»؟ بمعنى علىّ أن أحدد هل أريد أن أكون «السياسى» الوحيد فى قمة الهرم التنفيذى وعليه أختار رئيس وزراء ووزراء من التكنوقراط (أى الخبراء) غير السياسيين فى أغلبهم، أم أن تكون وزارة ائتلافية حزبية يغلب عليها سياسيون حزبيون. والخطأ كل الخطأ أن أجمع بينهما لأنهم لن ينسجموا مع بعضهم البعض.
لو كنت مكان الدكتور مرسى، لاخترت شخصاً مثل المهندس إبراهيم محلب رئيساً للوزراء. هو رجل قاد سفينة المقاولون العرب بكفاءة واقتدار لفترة طويلة بنجاح يشهد به كثيرون، استلم الشركة مدينة وها هى الآن دائنة ولديها فائض مالى يؤكد حسن قيادته لها، رجل يحترمه القريب والبعيد، والحجة الأقوى فى هذا الاختيار أنه بالفعل رجل وطنى مستقل وكفء وسنجد الكثير فى سجله ما يجعلنا نثق فى قدراته ورؤيته وإمكاناته الإدارية التى هى فوق المألوف فى مجتمع تعود الناس فيه على كثرة الكلام وقلة الفعل. أما هذا الرجل، مقارنة بأى سياسى أو تكنوقراطى مصرى موجود على الساحة، كان سيقبل به أغلب المصريين.. هذا كان ردى.
«إنت تعرفه شخصياً؟» سألنى صديقى. «عمرى ما التقيت به، لكن قرأت عنه تقارير كثيرة إيجابية وسمعت عنه إشادات كثيرة حين كنا نبحث عن وزراء مع حكومة شرف الثانية» أجبته. «طيب كويس إنك ما تعرفوش، لكانوا هيقولوا إنك عايزه علشان يجيبك وزير» قال مرتاحاً. وكان ردى: «أنا زى إبراهيم سعفان: مبسوط كده ومرتاح كده، والأهم رحم الله امرأ عرف قدر نفسه. ومع ذلك لا بد أن نعطى رئيس الوزراء المكلف فرصة، هو لما اختاروا حسن شحاتة لتدريب منتخب مصر (بعد ما كان مدرب المقاولين العرب، واخد بالك إنت؟) لم نكن نستطيع أن نحكم عليه إلا بعد توفير جميع الإمكانات له، عسى الله أن يعينه ويوفقه.
لكن أنا لست خائفاً فقط على رئاسة الوزراء أنا قلق كذلك على وزارات التنشئة الفكرية (الإعلام، التعليم، الأوقاف، الثقافة). ولو كنت مكان الدكتور مرسى ما كنت لأختار وزراء محسوبين على أى حزب أو جماعة (لاسيما جماعة الإخوان). هذه وزارات ينبغى أن يكون المكون الأساسى لها الاعتبارات غير الحزبية، والأفضل فى تقديرى أن يكون القائمون عليها ممن عملوا فيها أو يتعاملون معها بصفة منتظمة. وهنا تكون مسئولية كل وزير، إن لم يكن هذا بالفعل قائماً، أن يشكل مجلساً أعلى للسياسات داخل كل وزارة، تشمل مجموعة من المتخصصين والسياسيين أصحاب الرؤية المرتبطة بكل وزارة. هذه الرؤية تعلن على الرأى العام بعد شهرين من تولى كل وزير لوزارته وتناقش فى المراكز المتخصصة وأجهزة الإعلام ويدلى كل صاحب رأى فيها برأيه. وتكون خطة العمل «وطنية» حتى لا تنفجر هذه المؤسسات فى وجه القائمين عليها» كان هذا ردى.
«غريبة أحياناً بتقول حاجات مفيدة!» قال صديقى. قلت له: «مش مهم من الذى يقول الحاجات المفيدة، المهم أن نكون ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه».
«لأ من الناحية دى اطمئن، إحنا مش مزودين بالخاصية دى أصلاً» قال صديقى. قلت له: «خبرتى فى آخر سنة ونصف تؤكد كلامك، لكن لا يمنعن رجلاً هيبةُ الناس أن يقول بحق إذا علمه، صدق رسول الله، صلى الله عليه وسلم».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق